من طبيعة البشر الاختلاف في طريقة التفكير وفي طريقة النظر إلى الأشياء فكل شخص ينظر من جانب معين و يفكر وفق ما يراه هو لا غيره
هل اختلاف الرأي يعني أن أحد الطرفين على صواب و الآخر على خطأ؟
لا نستطيع أن نقطع بإجابة هذا السؤال لأن الإجابة تتحدد على حسب رؤية كل طرف للحدث
و للتوضيح دعوني أطرح هذه القصة التي دائمًا أسمعها في برامج تطوير الذات
يحكى أن أربعة مكفوفين دخلوا حديقة الحيوان و سألوا عن الفيل فأرشدوهم إليه
فأمسك الأول بقدمي الفيل
و الثاني أمسك بخرطوم الفيل
و الثالث أمسك ببطنه
و الرابع أمسك بأذنه
و عندما عادوا إلى المنزل بدأوا يتحدثون عن الفيل
فقال الأول: الفيل أسطواني الشكل<<يقصد قدم الفيل
قاطعه الثاني: لا بل هو أنبوبي الشكل<<يقصد الخرطوم
تعجب الثالث و قال: الفيل مساحة أفقية مقوسة للأسفل<<يقصد البطن
فصرخ الرابع: بل هو مسطح الشكل و أطرافه غير مستقيمة<<يقصد الأذن
عند تأملنا لكل مقولة على حدة نعلم أن كل أعمى معه حق فيما يقول
و مع ذلك اختلفوا مع بعضهم البعض لأن ما تحسسه كل واحد مختلف عن الآخر و مع ذلك لا يمكننا القول أن هناك مخطئ و مصيب فكلهم على صواب
إذن اختلاف الرأي لا يعني أنك أنت الذي تقول الصواب و غيرك يقول الخطأ
اختلاف الرأي يعني أنك تناقش شخصًا ذا فكر يختلف عن فكرك فحاول قدر الإمكان
أن تحاور الآخرين مع إيمانك أن الاختلاف لا يضرك أبدًا بالعكس هو يسعدك لأنه يفتح عليك آفاقًا جديدة للحوار
و لا تأخذ الموضوع كتحدي لإثبات رأيك بشتى الوسائل
نعم قد تكون لديك قناعة تامة برأيك لكن قناعتك هذه لا تعني أن تنظر إلى من يخالفك على أنه مخطئ
بل تحاول أن تتوصل بالحوار إلى أقرب نقطة وصل ممكنة مع احترام كامل لعقلية المحاور الذي قد ينظر إلى ما لا تنظر إليه
إذن لكي يكون حوارك ناجحًا اتبع التالي:
*أنزل لافتة (أنا صح و غيري خطأ) و ضع مكانها (رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب)
*إن كنت واثقًا من رأيك يمكنك فتح آفاق أخرى للحوار بالرد على جوانب ذكرها الشخص الذي يحاورك
*لا تعمل بمقولة (إن لم تكن معي فأنت ضدي) بل اعمل بـ (إن لم تكن معي فأنت تفكر بطريقة تختلف عن تفكيري و لا بد أن أستفيد منك لأننا بشر ناقصون)