بسم الله الرحمن الرحيم
نعم أقصدك أنت . . يا من تقرأ هذه الكلمات الآن!!
فإنني على يقين أن ما في قلبك من الخير الذي لا تعرفه . . والذي حاول الشيطان مراراً صرفك عنه!! يجعلني أقولها وبكل اطمئنان . . نعم . .
أنت عظيم!!
أرجو ألا تظن مثقال ذرة أني أبالغ في مدحك أو مجاملتك!!
فإن كنت تظن أن ما أوقعك فيه الشيطان أو النفس أو الهوى من المعاصي التي فعلتها، وقد سترها الله عليك أو لم يسترها؛ تجعلك لا تستحق هذه الصفة؛ فأنت مخطئ أشد الخطأ!!
أتدري لماذا؟!
لأن الله قد خلقك على الفطرة السليمة . . فأنت نظيف من داخلك منذ يوم أن ولدتك أمك، ولم تلوث بنجس الشرك أو الكفر عياذاً بالله، إنما هو شرر المعاصي التي لم يسلم منها لا أنا ولا أنت ولا أي بشر من بني آدم سوى الأنبياء عليهم السلام، ومن ادعى غير ذلك؛ فقد افترى على الله الكذب!!
إذاً . . هي المعاصي التي لوثت بشاشة الفطرة الطاهرة الكامنة في أعماق قلبك!!
وهي ذاتها التي دعانا الله للمسابقة إلى الفوز بمغفرتها!!
(سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم) الحديد
وهي أيضاً التي وعد الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يغفر لكل من جاءه لا يشرك به شيئاً؛ حتى ولو بلغت ذنوبه ملئ الأرض خطايا، إلا أن الله برحمته كفيل إذا شاء أن يجعلها هباءً منثوراً يوم القيامة . . وهل هناك أوسع من رحمة الله تعالى؟!
(لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة!!)
إذا تعال معي لنزيل غبار المعاصي الذي تراكم على القلوب . . فما أيسر إزالته لكل من قال :
رب اغفر لي وتب عليًّ إنك أنت التواب الرحيم
هل تستطيع أن تقولها معي مرة أخرى الآن؟!
رب اغفر لي وتب عليًّ إنك أنت التواب الرحيم
هل بدأت تستشعر معي هذه الراحة النفسية ؟!
قلها معي الثالثة . . فإن الله وتر يحب الوتر . .
رب اغفر لي وتب عليًّ إنك أنت التواب الرحيم
أرأيت الآن . . كم أنت عظيم؟!
عظيم . .
حين دمعت عيناك وأنت تتمنى أن يكون الله قد رضي عليك بالفعل، وغفر لك ذنوبك كلها الآن . . وأنت تنطق بهذه الكلمات البسيطة للاستغفار . . ولكنها عند الله عظيمة!!
لأن رحمة الله أوسع مما تتخيل!! وهل لك في هذه الحياة أحد أرحم بك من الله؟!
عظيم . .
حين نويت مراراً الاستقامة على أمر الله، ولكن نفسك غلبتك كبشر، غير أنك لم ولن تستلم، بل ولن تيأس أبداً من رحمة الله ؟!
عظيم . .
حين دمعت عيناك رحمة بوالديك، وتمنيت أن يكون رضاهم عنك جسرك إلى رضوان الله؟!
عظيم . .
حين تذكرت ذات يوم الموت والحشر والقيامة، فأشفقت على نفسك من عذاب الله؟!
عظيم . .
بما في نفسك من نية الخير . .
عظيم . .
بما فيك من حبٍ للخير . .
عظيم . .
حين علت همتك يوماً وعزمت على فعل الخيرات، وترك المنكرات، ولكن المعصية كسرت منك الخاطر، وألقى الشيطان في روعك أنه قد هزمك ولو ظاهرياً، غير أن تلك العزيمة لا زالت كامنة بين حنايا نفسك، وسوف تطلق لها العنان بإذن الله مجدداً، أتدري لماذا؟!
لأن هذا هو سر عظمتك!!
فأنت بالفعل عظيم . . لأن هذه الدمعات . . قد فتحت لك الآن بإذن الله صفحة جديدة مع الله . . وجعلتك تستشعر كم أنت بالفعل تحب الله تعالى . . وتتمنى أن يقول لك يوم تلقاه :
عبدي . . هذه ذنوبك . . سترتها عليك في الدنيا . . وأنا اغفرها لك اليوم !!
فهنيئاً لك أيها الحبيب . .وبشراك في الدنيا برجاء المغفرة . . وبإذن الله جنة الرحمن يوم القيامة!!
فأري الله من نفسك خيراً . . الآن . . وقبل أن تخبو أثر تلك الكلمات من نفسك . . وتذكر دائماً أن طاعة الله سوف تجعلك دوماً . . عظيماً
أستغفر الله العظيم
منقول