القـلـب بـيـن الـيـقـظـة والـغـفـلـة.!
قديعرض عندسماع المواعظ للسامع يقظة،،فإذا
انفصل عن مجلس
الذكر عادت القسوة والغفلة .!ولوتدبرنا قليلاً
لعرفناالسبب
والناس يتفاوتون في ذلك،،فالحالة العامة ان
القلب لايكون
على صفة واحدة من اليقظة عندسماع الموعظة
وبعدها لسببين:
أحدهما:أن المواعظ كالسياط،،والسياط لاتؤلم بعد
انقضائها
إيلامها وقت وقوعها
الثاني:أن حالة سماع المواعظ يكون الانسان فيها
مُزاح العلة
قدتخلى بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا،، وأنصت
بحضور
قلبه،، فإذا عاد الى الشواغل اجتذبته بآفاتها،،
وكيف يصح أن يكون كما كان ؟!
وهذه حالة تعم الخلق ،، إلا أن أرباب اليقظة
يتفاوتون في بقاءالاثر
فمنهم من يعزم بلا تردد،، ويمضي من غير التفات،،
فلو توقف
بهم ركب الطبع لضجُّوا،،كما قال حنظلة عن نفسه:
نافق حنظلة.!
ومنهم أقوام يميل بهم الطبع الى الغفلة
أحياناً،، ويدعوهم ماتقدم
من المواعظ إلى العمل أحياناً،،
فهم كالسنبلة تميلها الرياح.!
وأقوام لايؤثرفيهم إلا بمقدار سماعه،، كماء
دحرجته على صفوان.!