المذهب الحنبلي:
قد يكون المذهب الحنبلي أكبر مذاهب البلاد أتباعا وأقواها سلطة، حيث يعد المذهب الرسمي للدولة وعمود مؤسساتها الدينية. ويتركز أتباع هذا المذهب «الحنابلة» في المنطقة الوسطى نجد، ويعدون بالملايين. ودائما ما يكون المفتي والقضاة من مشايخ المذهب الحنبلي. على الرغم من أن المذهب مدعوم من الدولة لكنه يتعرض لسيطرة اكبر من الحكومة، اكثر من أي مذهب آخر.
المذهب الشافعي:
يعد المذهب الشافعي أحد المذاهب الرئيسية الأربعة للمسلمين السنة، وقد شكل أتباع المذهب الشافعي «الشوافع» الأغلبية العددية في المملكة قبل عقود قليلة ماضية. ويتركز وجود الشوافع في الحجاز حيث يشكلون الأغلبية المذهبية في الإقليم الغربي، إلا أن عددهم غير معلوم لعدم توفر إحصاء دقيق، ولكن يعتقد أنهم يعدون بالملايين [1] .
وقد تعرضت مؤسسات المذهب الشافعي الدينية إلى إبادة بطيئة من قبل المذهب الرسمي. ولم يعد هناك رجال دين شوافع معروفون حاليا كما كان من قبل، عندما اشتهر بعض رجالات المذهب - كالشيخ زيني دحلان - باستقطاب الأتباع من كافة أرجاء العالم الإسلامي[2] . أما الآن فان متعصبي الحنابلة يصفون الشوافع بالصوفيين. وقد تقاسم الشوافع المنطقة الشرقية سابقا مع الشيعة الجعفرية، ولكن عددهم تناقص في السنوات الماضية. ولا يسمح للشوافع بإمامة المصلين في الحرمين الشريفين المكي والمدني، مع انهم كانوا يقومون بذلك عبر التاريخ. ومن ابرز وجهاء الشوافع في البلاد الشيخ محمد عبده يماني وزير الإعلام سابقا، ورئيس جمعية اقرأ الخيرية في جدة.
المذهب المالكي:
كما بالنسبة لأتباع المذهبين الشافعي والحنفي، يتركز أتباع المذهب المالكي «الموالك» في الحجاز وخاصة في مكة المكرمة حيث يقيم زعيمهم الشيخ محمد بن علوي المالكي. ويتعرض الموالك أيضا إلى هجمات من متعصبي الحنابلة الذين كتبوا عدة كتب - بتمويل حكومي- هاجموا فيها الشيخ المالكي واتهموه بالصوفية والضلال والشرك. وممن هاجمه -الجزائري الأصل- الشيخ أبو بكر الجزائري الذي عمل كمدرس في المسجد النبوي الشريف وأستاذ في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والذي هاجم المالكي في عدة خطابات وفي كتاب واحد على الأقل [3] . وكتب الشيخ عبد الله بن منيع - وهو قاض كبير وعضو حالي في هيئة كبار العلماء- كتابا وصف فيه الشيخ المالكي بالبدعة والضلال، وقد قدم للكتاب المفتي الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز [4] .
والجدير بالذكر أن والد الشيخ المالكي وجده كانا يدرّسان في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وعندما أراد الشيخ المالكي اتباع خطى أبويه منع من التدريس من قبل هيئة كبار العلماء [5] . وليس يعد له مسجد يؤم فيه الصلاة، واضطر إلى طباعة كتبه في الخارج، خاصة في مصر. ولا يسمح للموالك بإمامة المصلين أو الخطابة في الحرمين الشريفين بالرغم من قيامهم بذلك من قبل في التاريخ. ومن الشخصيات المهمة للموالك في البلاد الشيخ أحمد زكي يماني وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق، ورئيس مؤسسة الفرقان للتراث في لندن.
المذهب الحنفي:
يتركز أتباع المذهب الحنفي «الأحناف» في المنطقة الغربية -الحجاز- مثلما هو الحال بالنسبة للشوافع والموالك، ولكن الأحناف أقل أتباع المذاهب السنية عددا ولم يعد لديهم أية مراكز دينية تذكر. ولكونهم يعيشون في نفس الرقعة الجغرافية مع الشوافع والموالك فان الأحناف يعتمدون في أخذ تعاليمهم الدينية على المذهبين الشافعي والمالكي.